وكانت وفية

وكانت وفية


عندما تعشق الصمت
وتكره ضوء الشمس
عندما تكره الكلام
وتعشق سواد الليل المجنون
فاعلم أنها تمكنت من قلبك تلك الوفية
ولاتتردد في حبها
ولا تردد أن الغدر زينة
علقت على صدر كل انسية
انها تخالفهم
فشتان بين الفضة
وتلك القطع النحاسية
انها تخالفهم
انها الفاتنة الوفية
وكانت وفية

.\.\.\.
وجسدها المتناغم
على أوتار دنيتها المنسية
كانت وفية
وصمتها الناثر لحروف الشعر
الساطعة فوق شفتيها القرمزية
كانت وفية
وصبرها الفائق لغرائز الابل في الصحاري
كانت وفية

في ضحكتها المشبعة بأنوثة مرئية
كانت وفية
في خطوتها في مشيتها
في سمرتها وفي حمرتها
كانت وفية
.\.\.\.

يميل شعرها الليلكي مع نسمات الرياح
ليعيد أمجاد فتوحات اسلامية
ليستحضر قصة شهيد
روى بدمائه أرضاً بهية
ليثبت أنها كانت وفية
.\.\.\.

في جوف جبينها تناقضات الدنيا
فقد تعبق بغبار الماضي
المستحضر باريكة فضية
وتحلى بأناقة الحاضر وألوانه الزهرية
فهو مزيج الخير والشرور الدنيوية

كحل عيناها رسم
لينطق لغة عربية
ثغرها شواطئ
مدٌ وجزر
ومابين الثرى والثريا
ماسةٌ خلقت لتنسي المرء
ما يحمله من جنسية
ليحقد على الأعراب وتواريخهم الحجرية
ليلعن الأتراك وقصورهم الخرافية
ليتمنى لقلبه هيمنةً أمريكية

.\.\.\.
وصفي لها لم يكن لوحةً مرسومة
ولا كلمات من قلم كاتب مسرحية
انه امتثال لأوامر منهية
فالقلب أصدرها تقديراً لوفائها
تقديراً لصفاتها المريمية
وكانت وفية
.\.\.\.
يتلاهف السحاب خلفها كأنها قمر
ويريد حمايته من لهب السماء
وطير جائع يلهث خلفهم طمعاً بقطرة ماء
ينالها بعد توسل من يديها الملائكية
فتعطيه تلك الفاتنة
وترويه بقبلة أخوية
فينحني أماها ويقول
أقسم بالخالق أنها وفية
وكانت وفية